العنف ضد الأطفال، أشكاله، أسبابه، ٱثاره، طريقة حماية الطفل، ودور منظمة الصحة من أجل حمايته.



العنف ضد الأطفال هو مشكلة خطيرة ومدانة عالمياً. يشمل العنف ضد الأطفال أشكالًا مختلفة مثل الاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والإهمال، والعقوق، والاستغلال الاقتصادي والعاطفي. يتعرض الأطفال للعنف في منازلهم، في المدارس، في المؤسسات الدينية، في الشوارع، وحتى في البيئة الرقمية.

من الأهمية بمكان توعية المجتمع بأضرار العنف ضد الأطفال والعمل على وقاية الأطفال وحمايتهم. يجب تشجيع البالغين على الاستماع إلى الأطفال وتوفير بيئة آمنة وداعمة لهم حيث يشعرون بالراحة بالتحدث عن أي تجارب سلبية قد مروا بها. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على المجتمع والحكومات تطبيق السياسات والقوانين التي تحمي الأطفال من العنف وتعاقب المرتكبين.

أشكال العنف ضد الأطفال

العنف ضد الأطفال يمكن أن يتجلى في أشكال مختلفة، ومن بين هذه الأشكال:

Ø     الاعتداء الجسدي: يتضمن الضرب، اللكم، الركل، وأي نوع آخر من العنف الجسدي الذي يتسبب في إيذاء جسدي للطفل.

Ø     الاعتداء الجنسي: يتضمن أي تصرفات جنسية غير مرغوب فيها أو غير ملائمة تجاه الأطفال، بما في ذلك التحرش الجنسي، الاغتصاب، واستغلال الأطفال في أغراض جنسية.

Ø     الإهمال الجسدي أو العاطفي: يشمل عدم توفير الرعاية الكافية للأطفال من حيث الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، وكذلك عدم توفير الدعم العاطفي والاهتمام الذي يحتاجون إليه.

Ø     العقوق أو الضغط النفسي: يتعلق بتعريض الأطفال للضغوط النفسية المفرطة، سواء من خلال التهديدات، السخرية، الانتقادات المتواصلة، أو الإهانات.

Ø     الاستغلال الاقتصادي: يتمثل في استغلال الأطفال للعمل في أنشطة مدفوعة الأجر بدون توفير الظروف المناسبة أو دون دفع الأجر العادل، وفي بعض الحالات قد يتم تجنيد الأطفال لأغراض التسول أو الاتجار بالبشر.

Ø     العنف الرقمي أو الإلكتروني: يشمل التنمر عبر الإنترنت (السبام، الشتائم، تهديدات القتل، النشر غير المرغوب فيه للصور أو الفيديوهات) وغيرها من الأشكال السلبية للتفاعل الرقمي.

هذه بعض الأشكال الشائعة للعنف ضد الأطفال، ويجب على المجتمعات والحكومات العمل بجد لمكافحة هذه الظاهرة وحماية حقوق الأطفال.

 أسباب أشكال العنف ضد الأطفال

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى حدوث أشكال مختلفة من العنف ضد الأطفال، ومن بين هذه الأسباب:

Ø     التربية السلبية: قد يكون العنف ضد الأطفال نتيجة لتعرض الأشخاص الذين يقومون بتربية الأطفال لنمط تربوي سلبي، حيث يُعتبر العنف وسيلة للتأديب أو التحكم.

Ø     الضغوط الاجتماعية والاقتصادية: قد يؤدي الضغط الاقتصادي أو الاجتماعي المفرط على الأسرة إلى زيادة الاحتمالات لوقوع العنف ضد الأطفال، حيث يمكن أن يتسبب الإجهاد المستمر في تفاقم العلاقات الأسرية.

Ø     المشاكل النفسية والعاطفية: يمكن أن تكون الصعوبات النفسية أو العاطفية للوالدين أو الأشخاص المعنيين برعاية الأطفال سببًا لتفاقم العنف ضد الأطفال، حيث ينتقل الضغط النفسي من البالغين إلى الأطفال.

Ø     التحولات الاجتماعية والثقافية: قد تؤدي التحولات الاجتماعية والثقافية، مثل التغيرات في القيم والمعتقدات الاجتماعية، إلى تغيير في الديناميات الأسرية وزيادة فرص حدوث العنف ضد الأطفال.

Ø     التعرض للعنف في المجتمع: يمكن أن يزيد التعرض المتكرر للعنف في المجتمع من احتمالية تكرار العنف ضد الأطفال، حيث يتأثر سلوك الأشخاص بالبيئة المحيطة بهم.

Ø     التطور التكنولوجي: مع تطور التكنولوجيا، أصبح الأطفال أكثر عرضة للتحرش والاعتداء الجنسي عبر الإنترنت، مما يزيد من فرص تعرضهم لأشكال جديدة من العنف.

هذه بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث أشكال مختلفة من العنف ضد الأطفال، ويجب التركيز على معالجة هذه الأسباب بشكل فعال لتقليل انتشار هذه الظاهرة المدمرة.

الٱثار الجانبية للعنف ضد الأطفال

العنف على الأطفال يمكن أن يترك آثاراً عميقة ومدمرة على حياتهم، ومن بين هذه الآثار:

Ø     آثار نفسية وعاطفية: يمكن أن يتسبب العنف في تطور مشاكل نفسية وعاطفية لدى الأطفال، مثل القلق، والاكتئاب، ونقص الثقة بالنفس، واضطرابات السلوك، واضطرابات ما بعد الصدمة.

Ø     تأثير على العلاقات الاجتماعية: يمكن أن يؤثر العنف على العلاقات الاجتماعية للأطفال، حيث يصبحون أكثر عرضة للعنف أو الاستغلال من قبل الآخرين، ويمكن أن يتأثر نموهم الاجتماعي وقدرتهم على بناء علاقات صحية.

Ø     تأثير على التعلم والأداء الأكاديمي: قد يؤثر العنف على قدرة الأطفال على التركيز والتعلم في المدرسة، مما يمكن أن يؤدي إلى تدهور أدائهم الأكاديمي وتأخرهم الدراسي.

Ø     الآثار الصحية: يمكن أن يتسبب العنف في إصابة الأطفال بإصابات جسدية جسيمة تتطلب علاجاً طبيًا، بالإضافة إلى الآثار الصحية النفسية مثل الإجهاد المزمن والأمراض النفسية.

Ø     الأثر على السلوك: يمكن أن يؤدي العنف إلى تكوين نمط سلوكي سلبي لدى الأطفال، مما يزيد من احتمالية تكرار العنف في المستقبل أو تطور سلوكيات عنيفة.

Ø     التأثير على التطور الشخصي: يمكن أن يعيق العنف نمو الأطفال الشخصي والعقلي، ويحرمهم من فرص الاكتشاف والتعلم وتطوير مهاراتهم بشكل طبيعي.

هذه بعض الآثار الرئيسية التي يمكن أن يتركها العنف على حياة الأطفال، وتظهر الحاجة إلى العمل المستمر على منع العنف ضد الأطفال وتقديم الدعم والرعاية للأطفال المتضررين.

حماية الطفل من العنف

حماية الأطفال من العنف تتطلب جهود متكاملة من المجتمع بأسره، بما في ذلك الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الحكومية، والمجتمع المحلي. إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها حماية الأطفال من العنف:

Ø     توفير بيئة آمنة في الأسرة: يجب على الوالدين ورعاة الأطفال توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، والتي تتضمن الحفاظ على الاتصال العاطفي وتعزيز الثقة بين الأطفال وأفراد الأسرة.

Ø     تعزيز الوعي والتثقيف: يجب على المجتمع تعزيز الوعي بمخاطر العنف ضد الأطفال وتثقيف الأفراد حول السلوكيات الصحية والمساعدة في التعرف على علامات وأعراض العنف.

Ø     تقديم الدعم النفسي والعاطفي: يجب توفير الدعم النفسي والعاطفي للأطفال المتضررين من العنف، سواء كان ذلك من خلال الأهل، أو المدرسة، أو الخدمات الاجتماعية.

Ø     تشجيع الإبلاغ والتدخل الفعّال: يجب تشجيع الأطفال على الإبلاغ عن أي حالة عنف يتعرضون لها، وضمان أن يتم التعامل مع البلاغات بشكل جدي وفعّال من قبل الجهات المعنية.

Ø     تعزيز السياسات والقوانين الحماية: يجب على الحكومات تطبيق السياسات والقوانين التي تحمي حقوق الأطفال وتعاقب المرتكبين، وتوفير الدعم اللازم للضحايا وعائلاتهم.

Ø     توفير التعليم والتثقيف اللازم: يجب توفير التعليم والتثقيف للأطفال حول حقوقهم وكيفية الوقاية من العنف، بما في ذلك التدريب على مهارات الحياة والتواصل الفعّال.

من خلال هذه الجهود المتكاملة، يمكن حماية الأطفال من العنف وتوفير بيئة آمنة وصحية لنموهم وتطورهم.

منظمة الصحة العالمية والعنف ضد الطفل

منظمة الصحة العالمية (who) تعمل بنشاط على مكافحة العنف ضد الأطفال وتعزيز حقوق الطفل في جميع أنحاء العالم. تعتبر العناية بصحة الأطفال وسلامتهم جزءًا أساسيًا من مهمتها.

من خلال برامجها ومبادراتها، تسعى منظمة الصحة العالمية إلى توفير الدعم والتوجيه للدول في وضع السياسات والاستراتيجيات للحد من العنف ضد الأطفال وتعزيز بيئات آمنة وصحية لتنمية الأطفال. تعمل who أيضًا على جمع البيانات والأبحاث حول العنف ضد الأطفال وتوفير المعرفة والموارد الضرورية للمجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة.

يشمل عمل منظمة الصحة العالمية في مجال العنف ضد الأطفال:

Ø     تطوير وتوفير الإرشادات والأدلة العلمية لدعم الدول في وضع سياسات فعّالة للوقاية من العنف ضد الأطفال والتعامل معه.

Ø     تقديم التدريب وبناء القدرات للمهنيين في مجالات الصحة والتعليم والخدمة الاجتماعية للتعرف على علامات العنف ضد الأطفال والتدخل الفعّال.

Ø     تعزيز الوعي العام وتثقيف الجمهور حول أضرار العنف ضد الأطفال وكيفية الوقاية منه.

Ø     دعم البحوث والدراسات لفهم أفضل لأسباب وآثار العنف ضد الأطفال وتطوير استراتيجيات فعّالة لمكافحته.

Ø     تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع العديد من الشركاء، بما في ذلك الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والأمم المتحدة، لتحقيق الهدف المشترك في حماية الأطفال وضمان حقوقهم.


تعليقات