ضرورة تغيير نمط الحياة لتحقيق النتائج المستدامة في علاج السمنة وسوء التغذية.

 

تعريف السمنة

السمنة هي حالة تتميز بتراكم زائد للدهون في الجسم، وتعتبر من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا في العالم. يُعرف الفرد بأنه سمين عندما يكون لديه مؤشر كتلة الجسم (BMI) يزيد عن 30. تسبب السمنة في زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان ومشاكل التنفس والمفاصل. تُعزى أسباب السمنة إلى عوامل عديدة منها العوامل الوراثية والبيئية وأسلوب الحياة والتغذية غير السليمة وقلة النشاط البدني.

تختلف نسبة السمنة بين البلدان والمناطق المختلفة في العالم. ومع ذلك، فإن السمنة قد أصبحت مشكلة صحية عالمية، حيث تشير التقديرات الحديثة إلى أن أكثر من 1.9 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الوزن الزائد أو السمنة. وتظهر البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن معدلات السمنة تزداد بشكل ملحوظ في العديد من البلدان، وتعتبر السمنة الآن واحدة من أهم التحديات الصحية العالمية.

سوء التغذية

سوء التغذية يشير إلى حالة عدم تلبية احتياجات الجسم الغذائية الأساسية، سواء كان ذلك نتيجة لاستهلاك كميات غذائية غير كافية، أو تناول أطعمة ذات قيمة غذائية منخفضة، أو عدم استيعاب الجسم للمغذيات بشكل صحيح. يمكن أن تأكل طعاماً ثمنه مرتفع لكنه يفتقر للتغذية. تتضمن أسباب سوء التغذية عادة عوامل متعددة، مثل:

ü     الفقر والعوز: يمكن أن يؤدي نقص الدخل والموارد إلى صعوبة في الوصول إلى الأطعمة الغنية بالمغذيات.

ü     قلة الوعي الغذائي: قد ينتج سوء التغذية أيضًا عن قلة الوعي بأهمية تناول الأطعمة المغذية والتوازن الغذائي.

ü     الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية: تؤثر الأحداث الطارئة والنزاعات المسلحة على قدرة الأفراد على الوصول إلى الغذاء الكافي والمغذي.

ü     التقليل من قيمة الأطعمة الغنية بالمغذيات: قد يختار الأفراد تناول أطعمة غير مغذية بسبب العادات الغذائية السيئة أو التوفر المحدود للأطعمة الصحية.

تترتب على سوء التغذية العديد من المشاكل الصحية والمضاعفات، مثل فقر الدم، وضعف الجهاز المناعي، وتأخر النمو والتطور لدى الأطفال، والإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وأمراض العظام وبالأخص السمنة.

لتجنب سوء التغذية، يجب الاهتمام بتناول تشكيلة متنوعة من الأطعمة الغنية بالمغذيات الأساسية، والحفاظ على التوازن بين السعرات الحرارية المتناولة والطاقة المستهلكة، والحرص على استشارة أخصائي تغذية لتلقي الإرشادات الغذائية السليمة.

نسبة السمنة بالمقارنة بسوء التغذية

نسبة السمنة بالمقارنة بسوء التغذية تظهر تباينًا كبيرًا في مختلف مناطق العالم. في البلدان ذات الدخل المنخفض، لا تزال مشاكل سوء التغذية مثل نقص التغذية وسوء التغذية الحادة تشكل تحديات صحية كبيرة. بينما في البلدان ذات الدخل المرتفع، تتزايد معدلات السمنة بشكل ملحوظ وتصبح مشكلة رئيسية للصحة العامة.

ومع ذلك، يجدر بنا أيضًا أن نلاحظ أن السمنة في الواقع يمكن أن تكون على صلة بسوء التغذية، خصوصًا فيما يتعلق بالتغذية غير الصحية والتي قد تكون فقيرة في المغذيات الأساسية بينما تكون غنية في السعرات الحرارية الفارغة.

بشكل عام، يُظهر الاتجاه العالمي نحو زيادة الوزن والسمنة في البلدان النامية والمتقدمة ارتباطًا وثيقًا بتغيرات في نمط الحياة والتغذية، بما في ذلك الانتقال من نمط حياة نشط إلى نمط حياة أكثر اعتمادًا على السيارات والأنشطة الرياضية المقتصرة وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية العالية.


تُعتبر السمنة مؤشراً حاسماً للأمراض المزمنة

تُعتبر السمنة مؤشراً حاسماً للأمراض المزمنة وجودة الحياة، أكثر من أي مؤشر صحي آخر. فسوء التغذية قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في العمل والمدرسة، وفرط النشاط عند الأطفال والمراهقين، والتقلبات المزاجية التي تزيد من الشعور بالتوتر والعزلة وانعدام الأمن. حتى المخاوف الأساسية المتعلقة بنوعية الحياة مثل الإمساك تتأثر، فالأمريكيون يقومون بإنفاق 600 مليون دولار سنوياً على الملينات. ومن الواضح أن التغيير البسيط في عادات الفرد الغذائية لن يُحدث فرقاً كبيراً في حياته. لذلك يلجأ الناس إلى العلاجات السحرية والحبوب والمكملات الغذائية والمشروبات وخطط الحميات الغذائية التي ببساطة لا تنجح أو تكون غير آمنة. وبعد عدة إخفاقات، يفقدون الأمل. لقد أصبحتُ مقتنعاً بأن الأداة الأكثر إهمالاً في ترسانتنا الطبية هي تسخير قدرة الجسم على الشفاء من خلال التغذية المميزة.

لا تقتصر خطتي الغذائية على إتباع نظام غذائي صحي مصمّم علمياً لتوفير التغذية المثلى وإنقاص الوزن بسرعة فحسب، بل تسعى أيضاً إلى تلبية طموحات الراغبين في الحصول على صحة ونشاط وحيوية عند وصولهم إلى وزنهم المثالي. بالرغم من إنفاق الطبقة المستهلكة يومياً أكثر من 110 ملايين دولار على الحميات الغذائية (أكثر من 40 مليار دولار سنوياً)، إلا أن الأمريكيين ما زالوا الأكثر بدانة في التاريخ. حيث تُظهر الدراسات العلمية وجود علاقة واضحة وقوية بين سرطانات الجهاز الهضمي والمثانة والبروستاتا، وانخفاض استهلاك الفاكهة.

النظام الغذائي الذي يخفض الوزن ولكن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان، لا يفيد صحتك. المبدأ الأساسي في هذا المقال هو أنه لتحقيق الصحة المثالية وخسارة الوزن، يجب إتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية في كل سعرة حرارية. لماذا تنتظر حدوث أزمة صحية تهدد حياتك لكي ترغب في الصحة المثلى؟ الأمر يتطلب أكثر من مجرد محاولة الإقلاع عن الإدمان، بل يتطلب التزامًا حقيقيًا بالوعد الذي ستلتزم به مهما كانت الظروف. خياراتنا الغذائية لها القدرة على إطالة أو اختصار سنوات عمرنا. وتصبح الرعاية الصحية رعاية ذاتية عندما يصبح الطعام سلاحك الجديد في الوقاية من الأمراض والقضاء عليها.

اختيار نمط غذائي غير صحي سيدمر حياتك

صحيح، إتباع نظام غذائي غير صحي يمكن أن يكون مدمرًا للصحة والحياة بشكل عام. التغذية غير الصحية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، دهون مشبعة، سكريات مضافة، وصوديوم زائد، قد ترفع من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والجلطات الدماغية وداء السكري وبعض أنواع السرطان. علاوة على ذلك، التغذية غير الصحية قد تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى ويقلل من جودة الحياة بشكل عام. لذلك، من الضروري اتباع نظام غذائي صحي يتضمن تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الطبيعية والغنية بالمغذيات، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، وتقليل تناول الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة مثل المعالجة والوجبات السريعة والحلويات.

يتناول أغلب الأمريكيين الآن أطعمة عالية السعرات الحرارية أكثر من أي وقت مضى، بينما يظل الكثيرون منهم غير نشطين بدنياً. هذا المزيج من الاختيارات الغذائية غير الصحية وقلة ممارسة الرياضة، إلى جانب العوامل الوراثية، يؤدي إلى السمنة. والسمنة ليست مجرد مشكلة تجميلية، بل إن الوزن الزائد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوفاة المبكرة كما أثبتت العديد من الدراسات. إن العلاقة بين الرشاقة وطول العمر من جهة، والسمنة وقصر العمر من جهة أخرى، علاقة واضحة ومؤكدة. أمامك خيار واضح: إما أن تعيش حياة طويلة وصحية أكثر من أي وقت مضى، أو أن تتبع نمط حياة غير صحي يؤدي إلى المرض والموت المبكر. فليس هناك حلول سحرية لإنقاص الوزن، بل يجب اتباع نمط حياة صحي لتحقيق ذلك ورفع معدل طول العمر لديك.

المضاعفات الصحية للسمنة

السمنة قد تسبب العديد من المضاعفات الصحية، ومن بين هذه المضاعفات:

ü     أمراض القلب والأوعية الدموية: يزيد الوزن الزائد وتراكم الدهون في الجسم من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية.

ü     مرض السكري من النوع الثاني: يزيد السمنة من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بسبب مقاومة الجسم للأنسولين واضطرابات في توازن السكر في الدم.

ü     ارتفاع مستويات الكولسترول والدهون في الدم: يمكن أن تزيد السمنة من مستويات الكولسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ü     أمراض التنفس: يزيد الوزن الزائد من مخاطر الإصابة بمشاكل التنفس مثل انقطاع التنفس أثناء النوم (اضطرابات التنفس النومي) والربو والانسداد الرئوي المزمن.

ü     أمراض الجهاز الهضمي مثل القرحة والتهاب القولون.

ü     خطر الإصابة بحصوات المرارة.

ü     ارتشاح دهني للكبد.

ü     أمراض المفاصل: تزيد السمنة من الضغط على المفاصل، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض المفاصل مثل التهاب المفاصل وآلام المفاصل وتلف الغضاريف.

هذه بعض المضاعفات الشائعة للسمنة، ومن الضروري السعي للحفاظ على وزن صحي من خلال نمط حياة نشط وتغذية متوازنة. الزيادة في الوزن لا يرجع إلى كمية الطعام فحسب، بل إلى نوعيته أيضاً. فتناول كميات كبيرة من الأطعمة الصحية هو مفتاح النجاح في هذا النظام الغذائي القابل للتطبيق مدى الحياة. ومعظم الأمريكيين لا يدركون أن الأنظمة الغذائية غير الصحية التي يقدمونها لأطفالهم ترفع بشكل كبير من احتمال إصابتهم بالسرطان مستقبلاً. ولها تأثير سلبي قوي على صحتهم مستقبلاً، وتؤدي في النهاية إلى الوفاة المبكرة.

استهلاك الأدوية هل يساعد في القضاء على السمنة ؟

استهلاك الأدوية يمكن أن يكون جزءًا من إدارة السمنة، ولكنه لا يعد بالضرورة الحلا الشامل للتخلص من السمنة. هناك عدة أنواع من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة، ومنها:

ü     أدوية منع امتصاص الدهون: تعمل هذه الأدوية عن طريق تقليل امتصاص الدهون من الطعام في الجهاز الهضمي.

ü     مثبطات الشهية: تقلل هذه الأدوية من الشهية وتساعد على تنظيم الشعور بالجوع.

ü     مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors): تقلل من إفراز هرمونات معينة في الجسم التي تزيد من الشهية وتساهم في تخزين الدهون.

ü     مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأبينفرين: تؤثر هذه الأدوية على النظام العصبي المركزي لتقليل الشهية.

مع ذلك، يجب استخدام الأدوية لعلاج السمنة تحت إشراف طبيب مختص، وغالبًا ما تُستخدم كجزء من برنامج شامل لإدارة الوزن يتضمن التغذية السليمة وممارسة الرياضة. ويجب النظر في الفوائد والمخاطر المحتملة لاستخدام الأدوية وضرورة تغيير نمط الحياة لتحقيق النتائج المستدامة في العلاج.

الجسم سيدفع ثمن استهلاك الأدوية السامة بشكل متكرر. لا يمكن تجاوز قوانين السبب والنتيجة الثابتة من خلال الاعتماد على الأدوية فقط. إذا أردنا حماية صحية حقيقية، علينا معالجة الأسباب الجذرية. يجب أن نتوقف عن إيذاء أجسادنا بتناول الأطعمة غير الصحية. إن رغبتنا غير الصحية في تناول الطعام دون الشعور بالجوع الحقيقي ساهمت في مشكلة زيادة الوزن. سوء التغذية يؤدي إلى رغبات شديدة نحو بعض الأطعمة، والحمية الغذائية الصحية تساعد على تعديل هذه الرغبات. للحصول على صحة مثالية، يجب إتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية والألياف، مع تقليل تناول الأطعمة التي تفتقر إلى المغذيات والألياف.

الإسراف في تناول الطعام قد يؤدي إلى سوء التغذية وفقدان التوازن الصحي

على الرغم من أن الإسراف في تناول الطعام قد يؤدي في بعض الحالات إلى زيادة الوزن والسمنة، إلا أنه قد يسبب أيضًا سوء التغذية بسبب عدم تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للجسم. التغذية الصحية تتطلب توازنًا بين السعرات الحرارية المتناولة والنشاط البدني، بالإضافة إلى تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي توفر الفيتامينات والمعادن والبروتينات والألياف الضرورية لصحة الجسم.

عند الإسراف في تناول الطعام، قد يقتصر التركيز على تناول الأطعمة غنية بالسعرات الحرارية الفارغة مثل الوجبات السريعة والحلويات، دون الحصول على العناصر الغذائية الأساسية. هذا يمكن أن يؤدي إلى نقص فيتامينات ومعادن مهمة، ونقص في البروتينات، وقلة في الألياف، مما يسبب سوء التغذية وفقدان التوازن الصحي. للحفاظ على التوازن الصحي في التغذية، من الضروري تناول كميات مناسبة من الأطعمة المغذية والمتنوعة، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على عادات تغذية صحية بشكل عام.

يستهلك المواطن الأمريكي اليوم كميات كبيرة من السكر المضاف، بمعدل 32 ملعقة صغيرة يومياً تقريباً. الحبوب النشوية مثل الدقيق الأبيض الذي تمت إزالة الألياف ومعظم المعادن منه، لم تعد غذاءً مغذياً. نتيجة لذلك، يتم امتصاص هذه الأطعمة بسرعة كبيرة جداً، ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم. لمواكبة ذلك، يضطر البنكرياس إلى إفراز كميات أكبر من الأنسولين. ومع مرور الوقت، يؤدي الطلب المتزايد على الأنسولين نتيجة تناول الكربوهيدرات المكررة وزيادة الدهون في الجسم، إلى الإصابة بداء السكري. كما أن الكربوهيدرات المكررة مثل الدقيق الأبيض والحلويات وحتى عصائر الفواكه، لارتفاعها السريع في الدم، يمكن أن تزيد أيضاً من مستويات الدهون الثلاثية، ما يرفع خطر الإصابة بالنوبة القلبية لدى الأشخاص المعرضين. وإذا كنت ترغب في إنقاص الوزن، فإن أهم الأطعمة التي يجب تجنبها هي المصنعة: التوابل والحلويات والوجبات الخفيفة والمخبوزات. "خالٍ من الدهون" لا علاقة له بالصحة. تقوم شركات الأغذية بإزالة العناصر الغذائية القيّمة من الطعام، ثم إضافة المواد الحافظة والأملاح والسكريات والألوان لإنتاج الخبز والحبوب والوجبات الجاهزة. وعند رؤيتك لعبارات "غني" أو "مدعم" على المنتجات، فهذا يعني أن العناصر الغذائية الهامة مفقودة. كقاعدة عامة، كلما اقتربنا من تناول الأطعمة في حالتها الطبيعية، كلما كانت أكثر صحة.

تناول الكثير من الدهون والكربوهيدرات المكررة

إذا تم تناول كميات كبيرة من الدهون والكربوهيدرات بشكل متكرر دون ممارسة نشاط بدني كافٍ لحرق هذه السعرات الحرارية الزائدة، فقد يتراكم الوزن الزائد بمرور الوقت. الدهون ذات السعرات العالية تميل إلى أن تكون كثيفة بالطاقة، مما يعني أنها توفر كميات كبيرة من السعرات الحرارية مقارنة بالكميات المماثلة من الكربوهيدرات أو البروتينات. على سبيل المثال، في حين أن جرام واحد من الدهون يحتوي على حوالي 9 سعرات حرارية، يحتوي جرام واحد من الكربوهيدرات أو البروتينات على حوالي 4 سعرات حرارية فقط. عندما يتم تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية دون ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية، فإن الجسم يقوم بتخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة.

للحد من هذا الخطر، يُنصح بتناول الدهون والكربوهيدرات بشكل معتدل، وتفضيل الدهون الصحية مثل الدهون غير المشبعة التي توجد في الأسماك الدهنية والمكسرات وزيت الزيتون، والكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والخضروات، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام.

الدهون تحفز الشهية، لكن ليست كل الدهون صحية. كلما زاد تناولك للأطعمة الغنية بالدهون غير الصحية مثل الزبدة والمخبوزات، زاد شعورك بالجوع والرغبة في تناول المزيد. هذه الدهون تُخزَّن مباشرة في أجسامنا على هيئتها الأصلية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن ويرفع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. للوقاية، أنصح بتناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه غير المطبوخة يوميًا، إلى جانب كميات معتدلة من الدهون الصحية مثل زيت الزيتون غير المملح والأفوكادو والمكسرات والبذور. ابدأ نظامًا غذائيًا صحيًا منذ الصغر لتحصل على أفضل حماية ضد الأمراض المزمنة مدى الحياة.

الألياف الغذائية عنصر مهم في الغذاء يدعم الصحة

الألياف الغذائية هي عنصر غذائي مهم جدًا لدعم الصحة العامة. إليك بعض الفوائد الرئيسية للألياف الغذائية:

ü     تعزيز صحة الجهاز الهضمي: الألياف الغذائية تساعد في تحسين عملية الهضم والحركة المعوية، وتقلل من مشاكل مثل الإمساك والإسهال.

ü     التحكم في مستويات السكر في الدم: تساعد الألياف في تباطؤ امتصاص السكر في الدم، مما يساعد في منع ذروة السكر بعد تناول الوجبات.

ü     خفض مستويات الكوليسترول: تساعد الألياف القابلة للذوبان في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وبالتالي تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

ü     الشعور بالشبع والتحكم في الوزن: توفر الألياف شعورًا بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول الطعام بكميات كبيرة، ويساعد في التحكم في الوزن.

ü     تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة: يظهر بعض الأبحاث أن الألياف قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل سرطان القولون وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

من المهم تضمين مصادر غنية بالألياف في النظام الغذائي اليومي، مثل الفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني، والبقوليات مثل الفاصوليا والعدس. تناول كميات كافية من الألياف الغذائية يعتبر جزءًا مهمًا من نمط حياة صحي ومتوازن.

الأطعمة الغنية بالألياف توفر حماية فعالة ضد أمراض خطيرة مثل سرطان القولون وأمراض القلب. يُنصح بتناول الأطعمة الكاملة الغنية بالألياف بدلاً من مجرد إضافة مكملات ألياف للأطعمة المصنعة، لأن اللحوم ومنتجات الألبان خالية من الألياف. ولها فوائد صحية عديدة منها دعم صحة الهضم، وتقليل مستويات الكولسترول في الدم، والتحكم في مستويات السكر في الدم، والمساعدة في الحفاظ على وزن صحي. إضافة الألياف إلى النظام الغذائي يمكن أن تساعد في منع الإمساك وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2. من الأفضل تناول مجموعة متنوعة من المصادر الغنية بالألياف لضمان الاستفادة الكاملة من فوائدها.

 

الأطعمة النباتية تقلل من خطر الإصابة بالأمراض

هناك أدلة تشير إلى أن الأطعمة النباتية قد تقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتبعون نمط غذائي نباتي أو نباتي جزئيًا يميلون إلى خفض مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك:

ü     أمراض القلب والأوعية الدموية: تشير الأبحاث إلى أن الأطعمة النباتية الغنية بالألياف والمغذيات النباتية الأخرى مثل الأحماض الدهنية غير المشبعة والمضادات الأكسدة يمكن أن تساهم في تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية والسرطان.

ü     السمنة: غالبًا ما تكون النظم الغذائية النباتية منخفضة السعرات الحرارية ومتنوعة بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وهذا يمكن أن يساعد في الحفاظ على الوزن الصحي والحد من مخاطر السمنة.

ü     مرض السكري من النوع الثاني: قد تساعد الأطعمة النباتية في تحسين تحكم مستويات السكر في الدم والحد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ü     سرطان القولون: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن النظم الغذائية النباتية يمكن أن تساهم في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون.

ü     التهاب المفاصل: تشير دراسات أخرى إلى أن الأطعمة النباتية قد تخفف من أعراض التهاب المفاصل وتحسن الوظيفة المفصلية.

من الضروري أن نفهم أن الصحة العامة للفرد تعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك التغذية والنشاط البدني والوراثة والبيئة. إذا كانت الأطعمة النباتية جزءًا من نمط حياة صحي، فقد تساعد في تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة.

كلما بدأنا بتناول كميات أكبر من هذه الأطعمة في وقت مبكر من الحياة، زادت الحماية التي نحصل عليها. وهي مليئة بالعناصر الغذائية الضرورية الأساسية مثل الألياف والمركبات النباتية المفيدة. أنصح قُرائي بوضع لافتة كبيرة على ثلاجتهم تقول "السلطة هي الطبق الرئيسي". السلطة الخضراء منخفضة السعرات الحرارية وغير مشبعة بالدهون تحتوي على أقل من 100 سعرة حرارية لكل رطل، بينما 100 سعرة حرارية من البروكلي تعادل حوالي 10 أونصات، و100 سعرة حرارية من لحم الخاصرة المفروم تعادل أقل من أونصة واحدة. مع الخضروات الخضراء، يمكن الشعور بالشبع مع تناول سعرات حرارية قليلة. على النقيض، المنتجات الحيوانية غنية بالسعرات الحرارية ومنخفضة نسبياً في العناصر الغذائية المهمة مثل مضادات الأكسدة. إذا اتبعت النظام الغذائي الأمريكي التقليدي أو حتى توصيات هرم وزارة الزراعة الأمريكية بالكامل - التي تتضمن من 6 إلى 11 وجبة يومياً من الخبز والأرز والمعكرونة (98% من الأمريكيين يتناولون الحبوب المكررة) بالإضافة إلى 4 إلى 10 وجبات من منتجات الألبان أو اللحوم أو الدواجن أو الأسماك - فإنك ستتبع نظاماً غذائياً عالي السعرات الحرارية ولكن فقيراً في العناصر الغذائية الأساسية ومضادات الأكسدة والمركبات النباتية المفيدة والفيتامينات. هذا النظام الغذائي يؤدي إلى زيادة الوزن وسوء التغذية، الذي يسبب أمراض القلب والسرطان.

البروتين والتغذية الصحية

لطالما اعتقدنا أن الأطعمة مفيدة إذا ساعدت على نمو أسرع وأكبر. لكن هذا الاعتقاد بعيد عن الصواب. فالنمو غير الطبيعي والبلوغ المبكر من عوامل الخطر للإصابة بالسرطان وأمراض أخرى في وقت لاحق من العمر. البروتين هو عنصر غذائي أساسي لصحة الجسم، حيث يؤدي دورًا مهمًا في بناء وصيانة الأنسجة، وتكوين الهرمونات والأنزيمات، ودعم جهاز المناعة، وتوفير الطاقة عند الحاجة. إليك بعض الأسباب التي تجعل البروتين جزءًا أساسيًا من التغذية الصحية:

ü     بناء وصيانة العضلات: البروتينات تلعب دورًا حاسمًا في بناء العضلات وإصلاحها بعد التمرين والتحميل البدني.

ü     دعم صحة الجلد والشعر والأظافر: البروتينات تساعد في تعزيز صحة الجلد وتقوية الشعر والأظافر.

ü     تعزيز الشبع: يعتبر البروتين مغذيًا مشبعًا يمكن أن يساعد في تقليل الشهية والحفاظ على الشبع لفترة أطول، مما يساعد في التحكم في الوزن.

ü     دعم الجهاز المناعي: بعض أنواع البروتينات تلعب دورًا في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي ومقاومة العدوى.

ü     تحفيز النمو الصحي للأطفال والشباب: البروتينات ضرورية لنمو وتطور الأطفال والشباب.

من المهم أن يتم الحصول على كميات كافية من البروتين في النظام الغذائي اليومي، ويمكن العثور على مصادر غنية بالبروتينات في اللحوم والأسماك والدواجن والبيض، بالإضافة إلى المنتجات الألبانية والأطعمة النباتية مثل الفاصوليا والعدس والمكسرات والحبوب الكاملة. 

الممارسة المنتظمة للرياضة تقلل بفعالية من خطر الإصابة بالسرطان

الأبحاث تشير إلى أن الممارسة المنتظمة للرياضة والنشاط البدني يمكن أن تقلل بشكل فعال من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. إليك بعض الطرق التي يمكن للرياضة أن تؤثر على خطر الإصابة بالسرطان:

ü     تقليل الوزن الزائد: الحفاظ على وزن صحي من خلال ممارسة الرياضة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان التي ترتبط بالسمنة، مثل سرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان الرحم.

ü     تنظيم مستويات الهرمونات: يمكن أن تؤثر ممارسة الرياضة على مستويات الهرمونات في الجسم، مما يمكن أن يقلل من خطر بعض أنواع السرطان المرتبطة بتغيرات في مستويات الهرمونات مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.

ü     تعزيز جهاز المناعة: الرياضة المنتظمة قد تعزز وظيفة جهاز المناعة، مما يمكن أن يقلل من خطر بعض أنواع السرطان التي ترتبط بتشوهات في نظام المناعة، مثل سرطان الكلى وسرطان الجلد.

ü     تحسين الهضم والتمثيل الغذائي: الرياضة قد تساعد في تعزيز الهضم وتحسين التمثيل الغذائي، مما يمكن أن يقلل من مخاطر بعض أنواع السرطان التي ترتبط بأمور مثل التهابات الجهاز الهضمي.

تشير الدراسات إلى أن حوالي 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى الشديد في اليوم، مثل المشي السريع أو الركض أو السباحة، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الصحة العامة ويمكن أن يساعد في الوقاية من العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان. تقلل النساء اللواتي يمارسن الرياضة بانتظام من خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير. ففي إحدى الدراسات، كانت النساء اللاتي يمارسن الرياضة بانتظام أقل عرضة للخطر بنسبة 62% مقارنةً بالنساء غير النشطات. لا ينبغي التقليل من شأن تأثير النظام الغذائي الصحي في إصلاح الضرر الناجم تدريجياً عن سنوات من سوء معاملة الجسد.

هل تحمي منتجات الألبان من هشاشة العظام؟

نعم، منتجات الألبان تُعتبر مصدرًا جيدًا للكالسيوم والفيتامين ض والبروتين، وهي جزء أساسي من نظام غذائي صحي يساهم في صحة العظام. فالكالسيوم والفيتامين دال يلعبان دورًا هامًا في بناء وتقوية العظام، وبالتالي يمكن أن يساعدان في الحماية من هشاشة العظام (أو الإصابة بالتصلب المفرط للعظام). الكالسيوم هو معدن يساهم في تشكيل الهيكل العظمي والأسنان، والأطفال والبالغين الذين يحتاجون إلى بناء عظام قوية والحفاظ عليها يحتاجون إلى كميات كافية من الكالسيوم. فتناول الحليب ومنتجات الألبان مثل الزبادي والجبن والأجبان الطرية يمكن أن يساهم في توفير هذا الكالسيوم. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الحليب المدعم بالفيتامين دال، وبعض منتجات الألبان الأخرى، على كميات جيدة من فيتامين دال الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم وتعزيز صحة العظام.

ومع ذلك، يجب أن يتم استهلاك منتجات الألبان كجزء من نظام غذائي متنوع ومتوازن، ولا ينبغي الاعتماد عليها فقط للوقاية من هشاشة العظام. إذ يجب ممارسة النشاط البدني بانتظام وتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامين ض مثل الخضروات الورقية الداكنة والسمك والمكسرات والبذور أيضًا.

يعتقد الكثيرون أن النظام الغذائي الخالي من منتجات الألبان غير صحي. لكن كيف يمكننا الحصول على الكالسيوم الكافي لعظامنا بدون منتجات الألبان؟ دعونا نفحص هذه الفكرة الشائعة: هل هي صحيحة أم أننا ضحايا المعلومات الخاطئة والإعلانات المضللة على مر السنين؟ في الواقع، كسور الورك وهشاشة العظام أكثر شيوعًا بين الفئات التي تستهلك منتجات الألبان بكثرة ويكون معدل تناول الكالسيوم فيها مرتفعًا. هل يعني هذا أن شرب حليب البقر يسبب هشاشة العظام؟ بالتأكيد هذا يثير الشكوك حول الرسائل الإعلانية المستمرة من مجلس الألبان الوطني بأن شرب حليب البقر يمنع هشاشة العظام.

أفضل غذاء للعظام: الفواكه والخضروات

الفواكه والخضروات هي جزء أساسي من النظام الغذائي الصحي الذي يساهم في صحة العظام. إليك بعض الفوائد التي تقدمها الفواكه والخضروات للعظام:

ü     مصدر للكالسيوم: بعض الفواكه والخضروات تحتوي على كميات جيدة من الكالسيوم، مثل البروكلي واللوز والتوت والبرتقال. الكالسيوم ضروري لبناء وتقوية العظام والأسنان.

ü     مصدر للفيتامين K: الفواكه والخضروات مثل السبانخ والبازلاء والكرنب تحتوي على فيتامين K، الذي يساهم في تنشيط بروتينات العظام التي تساعد في الحفاظ على قوة العظام.

ü     مصدر للمغنيسيوم: العديد من الفواكه والخضروات تحتوي على المغنيسيوم، والذي يلعب دورًا في إنتاج الهرمونات التي تساعد في تحكم في مستويات الكالسيوم والفوسفور في العظام.

ü     مصدر للفيتامين C: الفواكه والخضروات مثل الفراولة والبرتقال والفلفل الأحمر تحتوي على فيتامين C، وهو مضاد أكسدة يساعد في تقليل تلف الأنسجة وتحسين امتصاص الحديد، وهو ضروري لصحة العظام.

ü     مصدر للألياف الغذائية: الفواكه والخضروات تحتوي على الألياف الغذائية التي تساعد في دعم صحة الجهاز الهضمي وتحسين امتصاص العناصر الغذائية الأساسية لصحة العظام.

من الضروري تضمين مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات في النظام الغذائي اليومي لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية لصحة العظام.

النظام الغذائي الأمريكي: مصمم للمرض

في الواقع، هناك انتقادات للنمط الغذائي الأمريكي بسبب اعتماده الكبير على الأطعمة المعالجة والوجبات السريعة والمشروبات الغنية بالسكر. ويعتبر هذا النمط الغذائي من بين العوامل التي يُعتقد أنها تسهم في زيادة معدلات السمنة وأمراض القلب والسكري وأمراض أخرى في الولايات المتحدة وفي بعض المجتمعات الأخرى. لكن يجدر بنا أن نلاحظ أن هذا النمط الغذائي ليس الوحيد المتبع في الولايات المتحدة، وهناك جهود كبيرة لتعزيز التوعية بأهمية التغذية الصحية وتشجيع الأشخاص على إتباع نمط حياة صحي. تتضمن هذه الجهود توفير المعلومات والأدوات لتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات غذائية أفضل، بالإضافة إلى دعم السياسات والمبادرات التي تعزز الوصول إلى الأطعمة الصحية بأسعار معقولة والتحفيز لممارسة النشاط البدني. قد يبدو شراء المشروبات الغازية أو الوجبات السريعة مغريًا، لكن هذه المتعة اللحظية لها ثمن باهظ؛ فقد أصبحنا اليوم أكثر مرضًا من أي وقت مضى، مع ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية بشكل كبير. كلما زاد استهلاك وتنوّع الفواكه والخضروات، انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. إنّ الخضروات الطازجة والفواكه تحتوي بلا شك على مضادات قوية للسرطان.

تخطيط من الوزارة الأمريكية للزراعة لإبقاء المستهلكين غير مدركين لحقيقة مصادر اللحوم والألبان والأجبان التي يتناولونها

منذ أكثر من خمسة عقود، بدأت وزارة الزراعة الأمريكية بالترويج لما سمّته "المجموعات الغذائية الأساسية الأربع"، مع وضع اللحوم ومنتجات الألبان في مقدمة القائمة. فقد تم تمويل هذا الترويج من قبل صناعات اللحوم والألبان، وبدعم من بعض علماء التغذية العاملين في هذه الصناعات، متجاهلين الأدلة العلمية المتوفرة. وبدأ الأمريكيون يتناولون المزيد من المنتجات الحيوانية، مما أدى إلى بداية وباء السرطان سريع النمو في التاريخ، وارتفاع معدلات النوبات القلبية إلى مستويات غير مسبوقة. رفضت وزارة الزراعة الأمريكية لسنوات خفض التوصيات بشأن الكولسترول والدهون في النظام الغذائي بالولايات المتحدة، على الرغم من الأدلة القاطعة على أن النظام الغذائي الأمريكي كان يؤدي إلى الوفاة المبكرة. ندفع من جيوبنا مليارات الدولارات من الضرائب لدعم إنتاج الأغذية المرتفعة الثمن والضارة بالصحة. ومن جيوبنا الأخرى، ندفع فواتير طبية باهظة نتيجة استهلاك هذه الأغذية من قبل الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن. تُستخدم أموال الضرائب بالفعل لجعل مجتمعنا أكثر مرضاً والمحافظة على ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. نصف الأمريكيين لا يتناولون أي فاكهة يومياً. وفي عام 1998، خصص المعهد الوطني للسرطان مليون دولار لتعزيز فوائد الفواكه والخضروات، بينما أنفقت ماكدونالد وحدها 500 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية. معظم الأمراض التي تصيب وتقتل الأمريكيين كان من الممكن تجنبها. يمكننا أن نعيش حياة عالية الجودة وخالية من الأمراض، وأن نبقى نشطين بدنياً وبصحة جيدة، ونموت بهدوء في سن الشيخوخة كما نرغب.



خطط إنقاص الوزن الخطرة:

خطط إنقاص الوزن الخطرة قد تكون ضارة بالصحة والعافية، وقد تؤدي إلى مشاكل صحية جسيمة. إليك بعض الخطط التي يجب تجنبها:

ü     الصيام المتطرف: تجنب الصيام المتطرف أو الحد الشديد من السعرات الحرارية قد يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية الأساسية وقد يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل الضعف وفشل الكلى والنقص التغذوي.

ü     استخدام المكملات الغذائية المشكوك فيها: تجنب الاعتماد على المكملات الغذائية المشكوك في فعاليتها أو سلامتها لفقدان الوزن، حيث قد تسبب آثار جانبية خطيرة وتفاعلات سلبية مع الأدوية الأخرى.

ü     تجاهل الرياضة والنشاط البدني: يجب تجنب الخطط التي تقتصر فقط على التغذية وتجاهل الرياضة والنشاط البدني، فالنشاط البدني المنتظم له دور كبير في فقدان الوزن والحفاظ على الصحة العامة.

ü     استخدام الأدوية دون استشارة طبية: تجنب استخدام الأدوية لفقدان الوزن دون استشارة طبية، حيث يمكن أن تسبب الأدوية الخاصة بفقدان الوزن آثارًا جانبية خطيرة وتفاعلات مع الأدوية الأخرى.

ü     التركيز على الوزن بدلاً من الصحة: تجنب التركيز على الوزن وحده دون الاهتمام بالصحة العامة والتغذية السليمة، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى تطوير علاقة غير صحية مع الطعام واضطرابات الأكل.

من الأفضل دائمًا الاستشارة بالطبيب أو خبير التغذية للحصول على خطة تناسب الاحتياجات الفردية وتعزز الصحة العامة بشكل آمن وفعال.

نظام أتكينز لخسارة الوزن

يسعى الناس بحماس لإنقاص الوزن، والعديد من الكتب الأكثر مبيعًا تعدهم بما يرغبون في سماعه: أن بإمكانهم تناول الكثير من الدهون والكولسترول والدهون المشبعة مع خسارة الوزن على أية حال. يبذل الناس جهدًا مضنيًا لإنقاص أوزانهم. نظام أتكينز هو نظام غذائي يركز على تقليل استهلاك الكربوهيدرات وزيادة استهلاك البروتين والدهون. يهدف هذا النظام إلى تحفيز الجسم على حرق الدهون بدلاً من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الوزن. تتألف خطة النظام الغذائي لأتكينز من عدة مراحل، وفي كل مرحلة يكون هناك مستوى محدد من استهلاك الكربوهيدرات. على سبيل المثال، تبدأ المرحلة الأولى من النظام الغذائي بمستوى منخفض جداً من الكربوهيدرات (20-25 جرام في اليوم)، ثم تتجه إلى مراحل تضيف تدريجيا المزيد من الكربوهيدرات إلى النظام الغذائي.

بالإضافة إلى تقليل الكربوهيدرات، يشجع نظام أتكينز على تناول كميات كبيرة من البروتين والدهون الصحية مثل اللحوم النية، والدواجن، والأسماك، والبيض، والمكسرات، وزيت الزيتون. تُعد ميزة هذا نظام لبعض الأشخاص هي أنه يمكن أن يساعد في فقدان الوزن بسرعة، وذلك بسبب الحد الكبير من الكربوهيدرات الذي يجبر الجسم على استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة. ومع ذلك، يُشير بعض الخبراء إلى أن هذا النظام يمكن أن يكون غير مستدام على المدى الطويل، وقد يزيد من مخاطر بعض الأمراض مثل أمراض القلب نتيجة لاستهلاك كميات كبيرة من الدهون المشبعة. مثل أي نظام غذائي، يجب استشارة الطبيب أو خبير التغذية قبل البدء في نظام أتكينز أو أي نظام غذائي آخر، وينبغي تحديد ما إذا كان هذا النظام مناسبًا لاحتياجاتك وظروفك الصحية الفردية.

رغم أنك قد تخسر بعض الوزن بإتباع نظام أتكينز، إلا أنك تخاطر بصحتك في الوقت ذاته. أصبح من الواضح الآن أن زيادة استهلاك المنتجات الحيوانية مع انخفاض استهلاك الأطعمة الطازجة لهما أكبر الأثر على زيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان. ويحتوي النظام الغذائي عالي اللحوم ومنخفض الألياف، مثل نظام أتكينز، على القليل جدًا أو معدوم الفواكه والخضروات النشوية والحبوب الكاملة. قد يضاعف إتباع توصيات أتكينز خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. فهناك العديد من الطرق لإنقاص الوزن. وبغض النظر عن فعاليتها، فالبعض منها غير آمن. لا نؤيد التدخين أو تعاطي الكوكايين فقط لكونهما فعالين في خسارة الوزن. ومن غير المسؤول تشجيع برنامج إنقاص وزن يقيّد الكربوهيدرات بشدة. قد تدفع ثمنًا باهظًا وهو حياتك!

إهدار المال على معظم خطط إنقاص الوزن

تفشل جميع الحميات الغذائية التجارية لأنها تركز على تلبية الأذواق الغذائية الأمريكية الحديثة، والتي غالبًا ما تتضمن الكثير من الأطعمة المصنعة أو اللحوم المجهزة. على سبيل المثال، تحتوي الوجبات في حمية Weight Watchers على 24٪ من السعرات الحرارية من الدهون، ويحتوي المطبخ الخالي من الدهون على 25٪. كما تتطلب حمية Jenny Craig شراء وجبات معبأة مسبقًا مع أطباق جانبية مثل سوفليه الجبن وشرائح لحم السالامي، وهي وجبات غالبًا ما تكون غير صحية مثل ما يتناوله معظم الأمريكيين في المنزل. بدلًا من التركيز على تقييد حجم الحصص لتقديم وجبات "منخفضة السعرات الحرارية"، ينبغي على هذه الحميات التجارية تبني نهج غذائي مستدام وصحي على المدى الطويل. فتقليل حجم الحصص نهج قديم وغير فعال على المدى الطويل، حيث إن متبعي الحميات غالبًا ما ينتهون بتناول كميات أكبر وزيادة الوزن. بدلًا من ذلك، ينبغي إجراء تغييرات دائمة وصحية في العادات الغذائية، مثل تعلم وصفات جديدة وطرق مختلفة لتناول الطعام، بحيث يمكن الحفاظ على فقدان الوزن والصحة على المدى الطويل. بدلًا من البحث عن حيل سريعة لإنقاص الوزن، من الأفضل اتخاذ قرار باعتماد نمط حياة صحي يركز على الصحة العامة وليس مجرد الوزن.

الكربوهيدرات غير المكررة تساعد على فقدان الوزن. الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات غير المكررة، مثل الفواكه والخضروات الطازجة والفاصوليا، تحتوي على سعرات حرارية منخفضة وألياف عالية مقارنةً بالأطعمة الدهنية أو المصنعة أو المنتجات الحيوانية. بتناول هذه الأطعمة يمكنك تناول كميات أكبر من الطعام مع المحافظة على سعرات حرارية منخفضة نسبياً. من الصعب الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية للصحة دون تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات غير المكررة. الكربوهيدرات المكررة هي المسؤولة عن السمعة السيئة للكربوهيدرات بشكل عام، لأنها تحتوي على سعرات حرارية فارغة. أما الخضروات الخضراء فمنخفضة جداً في السعرات الحرارية وغنية بالعناصر الغذائية والألياف، لذلك كلما زاد تناولك لها كلما ساعد ذلك على إنقاص الوزن. إحدى أسرار التغذية الصحية هي تناول رطل واحد على الأقل يومياً من الخضروات الخضراء النيئة بالإضافة إلى رطل واحد من الخضروات المطبوخة أو المجمدة. هذا لن يساعد فقط على الحصول على خصر نحيف، بل سيحمي أيضاً من الأمراض الخطيرة.

الدهون المتحولة: خطر خفي وراء مظهر بريء

الدهون المتحولة مصممة مختبريًا ولا توجد في الطبيعة. ولها عواقب صحية ضارة، إذ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنوبات القلبية مثل الدهون الموجودة في المنتجات الحيوانية.

1)    النسخة المحسّنة: أي نوع من زيوت الطعام المستخرجة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، حتى تلك التي تُعتبر صحية مثل زيت الزيتون. فالاستهلاك المفرط لأي زيت يضيف الكثير من السعرات الحرارية الفارغة، والتي بدورها لها آثار ضارة على الصحة، إذ تساهم في السمنة والشيخوخة المبكرة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

2)    زيادة أحماض أوميجا 6 الدهنية ترفع من خطر الإصابة بالسرطان، بينما تميل أحماض أوميجا 3 الدهنية، التي يصعب الحصول عليها، إلى تقليل هذه المخاطر. تتواجد أحماض أوميجا 6 الدهنية في الزيوت غير المشبعة متعددة الروابط مثل زيت الذرة وزيت العصفر، في حين تكثر أحماض أوميجا 3 الدهنية في البذور والخضراوات وبعض أنواع الأسماك.

3)    الدهون المشبعة والمتحولة هي الأكثر خطورة على القلب والسرطان. من الحكمة تجنب هذه الدهون بحذر. الدهون المتحولة يمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 40%، وهي الدهون المصنفة على الملصقات الغذائية بأنها "مهدرجة جزئياً".

4)    الأطعمة النباتية الكاملة مثل الحبوب الكاملة والخضروات والمكسرات والبذور تحتوي على كمية كافية من الدهون الصحية. عند تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية الطبيعية، لن تعاني من نقص في الدهون الضرورية. ليست هناك حاجة لتناول زيوت مثل زيت السمك أو زيت زهرة الربيع المسائية عند تناول وجبات صحية متوازنة. يبدو أن الأمريكيون مهتمون بشكل مبالغ فيه بتناول الدهون دون النظر إلى المبادئ الأساسية للتغذية السليمة.

دمج التغييرات في نمط حياتك اليومي

على الرغم من أن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم قد يبدو أمرًا سهلاً نسبيًا، إلا أنه يتطلب جهدًا منظمًا. يجب الإكثار من تناول الفواكه والخضروات والبقوليات، وتقليل كميات الأطعمة الأخرى، بالإضافة إلى ممارسة كمية معتدلة من التمارين الرياضية بانتظام. ومن المحتمل أن ينصح حتى الأطباء بنظام غذائي غير صحي، لذا فبعد قراءة هذا الكتاب، يمكنك تحسين صحتك وتقليل مخاطر الوفاة المبكرة أكثر مما يستطيع الطبيب مساعدتك. وغالبًا ما تكون المعلومات من الحكومة والأطباء وأخصائيي التغذية والسلطات الصحية مضللة أو غير كافية فيما يتعلق بالتغذية الصحية. لا تكفي الأدوية وحدها لعلاج الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم دون تغيير نمط الحياة غير الصحي. مع زيادة الوزن في المجتمع، زاد مرض السكري أيضًا. ويمكن للجسم أن يشفى نفسه عند إزالة العوامل الضارة وإتباع نمط حياة صحي. وأفضل طريقة لتحقيق الصحة المثلى هي إتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة ضئيلة من الأطعمة المصنعة واللحوم، والاعتماد بشكل أساسي على الأطعمة النباتية الكاملة.

خلاصة

الأشخاص معرضون للإصابة بالعديد من الأمراض بسبب نمط حياتهم غير الصحي ونظامهم الغذائي غير المتوازن. 

الصحة الجيدة لا تعني مجرد خلو الجسم من الأمراض، بل تتطلب أيضًا حمايته من الإصابة بالأمراض المستقبلية من خلال إتباع نمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن.

معظم الأمراض تكون من صنع الإنسان ويمكن علاجها بإتباع نظام غذائي سليم.

تحتوي جيناتنا على برمجة تمكّنها من المحافظة على صحتنا، ولكننا لا نتيح لها القيام بذلك.

إن ما يُسمى بالنظام الغذائي المتوازن الذي يتبعه معظم الأمريكيين هو السبب في إصابتهم بتلك الأمراض. 

أثبتت الدراسات أن التحكم في تناول الصوديوم وخسارة الوزن يساعدان على خفض ضغط الدم، حتى لدى كبار السن.

الصحة المثلى لم تعد مجرد صدفة، وإنما خيار يتطلب المعرفة والجهد المنظم – الدكتور سي إيفريت كوب.

تعليقات